ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بعد تعطل الإمدادات والصراع الإسرائيلي
سجلت أسعار الغاز الطبيعي في اوروبا ارتفاعا كبير بعدما تسبب توقف الواردات المصرية في تبديد آمال استئناف الصادرات إلى أوروبا، مما فاقم مخاطر الإمدادات بالتزامن مع توسيع إسرائيل هجومها البري على غزة.
صعدت العقود المستقبلية لشهر ديسمبر بنحو 4.5% يوم الاثنين. وزادت الأسعار بنحو 30% عما كانت عليه قبل اندلاع الحرب في الشرق الأوسط منذ ثلاثة أسابيع، مما يبرز مدى هشاشة السوق الأوروبية أمام المخاطر الجيوسياسية عقب أزمة الطاقة التي مرت بها العام الماضي.
في ظل توقف تدفقات الغاز الآن من اسرائيل إلى مصر من غير الواضح متى يمكن أن ترتفع الصادرات التي تُشحن على متن الناقلات من الدولة الواقعة في شمال أفريقيا. ورغم أن التدفقات المصرية إلى أوروبا تشكل عادة حصة ضئيلة، إلا أن التهديد الرئيسي لأسواق الطاقة يتمثل في احتمال امتداد الحرب إلى دول أخرى بالمنطقة وتعطيل مضيق هرمز، وهو ممر مائي حيوي لشحنات النفط الخام والغاز الطبيعي المسال.
كما حدثت انقطاعات في الإمدادات بسبب مشكلات داخل القارة، بما في ذلك انخفاض التدفقات من النرويج (أكبر دولة موردة للغاز) خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد عطل في جهاز الضغط الموجود في محطة معالجة الغاز بمدينة نيهامنا.
صعدت العقود المستقبلية لشهر ديسمبر (الأكثر نشاطاً في التداولات) بنسبة 3.4% إلى 54.82 يورو لكل ميغاواط في الساعة عند 8:27 صباحاً بتوقيت أمستردام.
تتوقع شركة "إيني" أن تستأنف مصر تصدير الغاز البيعي المسال بمجرد انخفاض الطلب المحلي والإفراج عن كميات للشحن، حتى لو ظل المعروض من إسرائيل منخفضاً.
تعتمد مصر على واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب من جارتها لتكملة الإنتاج من حقولها، لكن التسليمات توقفت جزئياً في وقت سابق من الشهر الحالي عندما أغلقت إسرائيل حقل "تمار" الضخم بعد هجمات حماس. وقد أدى ذلك إلى إعاقة خطط مصر لاستئناف صادرات الغاز الطبيعي المسال في أكتوبر، بعد أن أدى الصيف الحار إلى زيادة احتياجات الوقود المحلية وتوقف التسليمات الخارجية.