دكتور عبد الله العوضي يكتب : حرب روسيا - أوكرانيا ..وقت بدل الضائع ؟!
لم يكف عاما كاملا لتكف الحرب الروسية- الأوكرانية عن أوزارها ، فقرر الحكم الأميركي إعطاء الطرفين وقتا إضافيا غير محدد لزمن الانتهاء ، و هو وقت مفتوح على عواهنه .
الرهان على نهاية حرب أوكرانيا في أقصر مدة كان خاسرا بامتياز ، و استمرارها إلى نهاية العام 2023 ، صار أمرا محتملا .
في اليوم الأول من السنة الثانية ، كان الاهتمام عربيا بامتياز ، و من القلب النابض مصر .
جاء ذلك في 24/2/2023 , على لسان " المتحدث باسم الرئاسة المصرية" عندما صرح عن أهم ما جاء خلال اتصال هاتفي الرئيس المصري، مع نظيره الأوكراني حيث بحث الجانبان آخر المستجدات على الصعيدين الإنساني والميداني في أوكرانيا ، و قد
أكد السيسي لنظيره الأوكراني على مساعي بلاده لدفع جهود السلام ، و كذلك ناقش الطرفان الجهود الجارية لتمديد اتفاق تصدير الحبوب .
لقد تناول السيسي ، أربع ملفات رئيسة في هذه الحرب الطاحنة ليس للحبوب فحسب ، بل للإنسان المتضرر الاكبر في هذه الأزمة المتواصلة.
الأول الإنسان أينما كان ، من حقه أن يعيش في سرب آمن ، و هنا الوطن إذا تعرض لما يُفقده أمنه ، كان اللجوء هو بداية الغرق ، و قد حدث للأوكرانيين ذلك من الطلقة الأولى .
أكثر من مليون أوكراني فروا إلى ألمانيا منذ الغزو الروسي
عند اقتراب الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، فاقت موجة اللجوء من أوكرانيا نظيرتها بين عامي 2014 و2016 حين اشتكت وزيرة الداخلية الألمانية من التوزيع غير العادل للاجئين الأوكرانيين في الدول الأوروبية.
قال مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني في (16 / فبراير 2023) ، إن نحو 1.1 مليون شخص وصلوا إلى ألمانيا من أوكرانيا في عام 2022، وهو ما يتجاوز تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط بين عامي 2014 و2016.
وأضاف المكتب أن ثلثي المهاجرين من أوكرانيا وصلوا في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الغزو الروسي بين مارس / مايو من العام الماضي.
وذكر مكتب الإحصاء الاتحادي أنه باستثناء أولئك الذين عادوا إلى أوكرانيا، بلغ عدد المهاجرين الأوكرانيين إلى ألمانيا 962 ألفا في العام الماضي، أي أكثر من 834 ألفا جاءوا من سوريا وأفغانستان والعراق مجتمعين بين عامي 2014 و2016. وأضاف أن هذا جعل الأوكرانيين بحلول أكتوبر 2022 ثاني أكبر جالية أجنبية في ألمانيا بعد الأتراك.
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية، ، لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية : "إذا جاءت موجة لاجئين كبرى أخرى من أوكرانيا، فيجب توزيع اللاجئين في أوروبا بشكل أفضل".
وأكدت أنه يجب تخفيف العبء عن الدول المجاورة لأوكرانيا في شرق أوروبا بصفة خاصة، وقالت: "بولندا استقبلت حتى الآن ما يفوق 1.5 مليون لاجئ من أوكرانيا واستقبلت إسبانيا 160 ألف لاجئ. لا يمكن أن يبقى الوضع كذلك".
ورفضت الوزيرة وضع سقف لاستقبال الأوكرانيين في ألمانيا: "ثمانية من كل عشرة لاجئين وصلوا إلى ألمانيا العام الماضي هم من أوكرانيا، أي أكثر من مليون شخص". وأضافت بأنه : "لا يمكن تحديد حد لدخول النساء والأطفال الذين فروا من أوكرانيا".( رويترز، مهاجر نيوز )
هذا ما يتعلق بوضع اللاجئين في المانيا ، أما بقية القصة المأساوية ، فإننا نرويها من أحدث تقرير قدم في الأمم المتحدة في 6/2/2023 .
تصريحات السفيرة ليندا توماس في إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا
لا تنفك الأهوال الإنسانية بسبب حرب روسيا غير المبررة على أوكرانيا تتسبب بمعاناة بشرية هائلة في أوكرانيا والعالم.
ثمة 17 مليون أوكراني بحاجة إلى مساعدات إنسانية ضمن الحدود الأوكرانية، كما أن حوالي ستة ملايين نازح في أوكرانيا أجبروا على ترك منازلهم والبحث عن الأمان والمأوى.
يتعين على روسيا الكف عن استهداف البنية التحتية الحاسمة وقتل المدنيين الأبرياء، كما ينبغي أن تقف الجهات المانحة الإنسانية الدولية إلى جانب الشعب الأوكراني. يجب أن نعطي الأولوية لمساعدات الاستعداد للشتاء بغرض تلبية الاحتياجات الإنسانية الفورية ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة الأوكرانية.
العمال الإنسانيون من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية متواجدون ميدانيا حاليا ويحاولون المساعدة، ولكن للأسف، حتى هذه المجموعات لم تنج من الهجمات الروسية مع أنها تحاول إنقاذ الأرواح ليس إلا. لقد تسببت نيران المدفعية الروسية في 24 /يناير 2023 بجرح موظفين في منظمة غير حكومية محلية أثناء نقلهما للمساعدات إلى خطوط المواجهة.
ولحسن الحظ، قدمت قافلة تابعة للأمم المتحدة في اليوم التالي مساعدات إنسانية حيوية إلى مدينة سيفرسك في دونيتسك، وكانت هذه أول رحلة ناجحة تقوم بها الأمم المتحدة إلى المدينة التي تضررت كثيرا لقربها من خط المواجهة ولكن ذلك لا يكفي، إذ يجب السماح للعاملين الإنسانيين بالوصول إلى المحتاجين بدون عوائق وبدون أن يصابوا بأذى.
خلفت روسيا أيضا فظائع مماثلة في المناطق التي تسيطر عليها. تشارك روسيا في عمليات نقل واسعة النطاق وغير مقبولة لأطفال أوكرانيين إلى أراض خاضعة للسيطرة الروسية وتحتلها روسيا في داخل أوكرانيا. تصوروا الرعب الذي يشعرون به. وتقوم روسيا أيضا بنقل أطفال أوكرانيا وترحيلهم إلى روسيا وتعطيهم لعائلات في روسيا وتحاول فصلهم عن عائلاتهم بشكل دائم. وهذا انتهاك لمبادئ حماية الطفل ويجب أن يتوقف.
يصعب أن نتصور قسوة إجبار طفل على العيش في البلد الذي قتل والديه وإجباره على ترديد الدعاية التي سببت له الكثير من المعاناة على المستوى الشخصي.
وأشار المفوض السامي غراندي أيضا إلى ممارسات إصدار جوازات سفر من الاتحاد الروسي للأطفال الأوكرانيين وقد شعر بالذهول بسببها.
حرب بوتين مدمرة للعديد من الدول الأخرى خارج حدود أوكرانيا وروسيا. ثمة حوالي 8 ملايين لاجئ أوكراني في مختلف أنحاء أوروبا ومعظمهم من النساء والأطفال. لقد سعت الدول في مختلف أنحاء أوروبا إلى تزويد جيرانها الأوكرانيين بإمكانية الوصول العادل إلى التعليم وسوق العمل والحماية الاجتماعية والرعاية الصحية.
أدت الحرب الروسية أيضا إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمية. نحن ندعم مبادرة حبوب البحر الأسود التي ساعدت في تلبية الاحتياجات العاجلة للدول متوسطة الدخل الأكثر ضعفا في العالم، والتي استفادت منها من خلال تثبيت أسعار الحبوب العالمية. ولكن تباطأت حركة الحبوب من موانئ أوكرانيا وتزايد تراكم السفن التي تنتظر الحبوب بسبب روسيا .
وقعت روسيا اتفاقية مع الأمم المتحدة والتزمت، وأنا أقتبس، “بتسهيل تصدير المواد الغذائية وزيت عباد الشمس والأسمدة بدون عوائق” من موانئ أوكرانيا الواقعة على البحر الأسود. تريد روسيا أن نصدق أنها المظلومة في هذه الحالة وتتجاهل حقيقة أنها المعتدي. يجب أن تفي روسيا بالتزاماتها وأن تسمح للمبادرة بالعمل بالسرعة التي تلبي الطلب العالمي، ولا يمكننا السماح لها بمواصلة استخدام الغذاء والطاقة في الشتاء كسلاح، إذ لا يؤلمنا ذلك جميعا فحسب، بل يقتل الأوكرانيين أيضا.
هذه التدابير التي تتخذها روسيا – ترحيل الأطفال وتأخير السفن المحملة بالغذاء قبل مغادرتها أوكرانيا وقصف المدنيين والبنية التحتية الحاسمة – لا تنم عن أنها دولة ترغب في السلام وليست بتدابير نتوقعها من دولة عضو في مجلس الأمن.
لقد استمعنا إلى مطالباتكم بالتفاوض ووقف الأعمال العدائية، ولكن القرار بيد شخص واحد، ألا وهو بوتين. لقد بدأ هذه الحرب وهو من يستطيع أن ينهيها بسحب قواته من أوكرانيا وإتاحة السلام الفعلي. المسألة مسألة بقاء بالنسبة إلى أوكرانيا.
ميدان المعركة
نأتي الآن على آخر مستجدات ميدان أرض المعركة التي لا يملك أحد الطرفين المحاربين قول الفصل فيها .
هناك زخم غير طبيعي في خطوات إرسال كميات ضخمة من الأسلحة الغربية إلى ساحة القتال في مختلف الجبهات .
و الأغرب من ذلك هو سرعة نفاد الذخائر المرسلة في المعارك الدائرة ، بحيث ترتفع أصوات الدول في استنفاد مخزونها الاستراتيجي و بصورة متسارعة جدا قياسا بميزان المعارك في التاريخ المعاصر ، بحيث تنتهي ذخائر السنة الواحدة في غضون أسابيع .
و الأكثر غرابة ، هو عملية البحث الدؤوب عن الأسلحة الروسية أو السوفييتية المتوفرة في بعض الدول التي تعتمد على هذا السلاح ، و ذلك مقابل تعويضها بالأسلحة الأميركية المتطورة .
لقد أصبح ميدان المعركة ساحة مناسبة و فرصة سانحة لاختبار كل جديد من كل الأطراف المستفيدة لاستمرار هذه الحرب أطول فترة ممكنة و خاصة أميركا ، التي أدخلت إلى أوكرانيا كميات كبيرة من مادة " كالفورنيا " المشعة لاستخدامها في أغراض لم تكشف عنها.
و تعتبر هذه المادة حسب المختصين أغلى مادة على وجه الأرض ، فقيمة الغرام الواحد منها تبلغ خمسة ملايين دولار أميركي.
الوعود الغربية في هذا الصدد ليس لها حدود ، و لكن مع دخول الحرب سنتها الثانية ، تراجعت الوعود و خفت صوتها و إن ضخمها الإعلام ، و خاصة فيما يتعلق بحاجة أوكرانيا الملحة إلى الدبابات التي تماطلت الدول في إرسالها و قد تقلصت أعدادها من المئات إلى العشرات ، و هي نقطة فوق سطر خيبة الأمل في حسم الصراع لصالح أوكرانيا .
الكل بانتظار ربيع أوكرانيا ، لحسم المعركة ، بعد أن حلّ الشتاء عائقا .
روسيا حشدت قرابة نصف مليون جندي لاجتياح الربيع ، و كان الموعد الاول متوقعا في الذكرى السنوية الاولى لبدء العمليات العسكرية ، و لكنه لم يتم من ذلك شيء يذكر ، و لكن العالم في حالة ترقب حذر ، بعد أن أصبح الموعد مبن للمجهول .
أهم سبب في تلكؤ أوروبا و معها بالطبع أميركا ، عن إرسال كل ما تريده من العتاد الحربي دبابات كانت أم مدرعات ، لأنها لا تريد أن تحارب روسيا لأنها في مصاف الدول العظمى ، و تلك من أسلحة الدمار الشامل مثلها الدول النووية الأخرى ، حتى لو ضحت بأوكرانيا في سبيل ذلك .
الأمن الغذائي .. خطة أممية 2023
الحبوب هي بيت القصيد هنا ، يخشى أن تذهب جهود العام الماضي في مهب الريح ، و كانت تركيا هي الوسيط المحايد في تأمين إيصال هذا الغذاء الحيوي و الاستراتيجي إلى كافة الدول التي تستورد من أوكرانيا هذا المصدر الغاية في الأهمية لأنها تتعلق بحياة الإنسان في مختلف الأمكنة.
تسعى منظمات الأمم المتحدة للحد من تفاقم أزمة الغذاء العالمي في عام 2023، وسط استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، اللتين تحتلان مراكز متقدمة في تصدير الحبوب العالم.
واختلفت تقييمات متخصصين حول الحجم الحقيقي لتأثير الحرب على كمية إنتاج الحبوب والأمن الغذائي العالمي.
رئيس جمعية الحبوب الأوكرانية صرح بأن حصاد البلاد من الحبوب انخفض بنحو 40% على أساس سنوي بسبب هذه الحرب ، حيث قال : "نتوقع محصول حبوب يتراوح بين 65 و66 مليون طن" بحلول نهاية العام، بعد محصول قياسي بلغ 106 ملايين طن العام الماضي.
أما بعض المتخصصين فقد ذهب في ذلك بمزيد من الدقة و قد ذكر
الدكتور نادر نور الدين، أستاذ المياه والأراضي بجامعة القاهرة والخبير الاستراتيجي بالجمعية العامة لمنظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة " فاو " رقما آخر، قائلا لموقع "سكاي نيوز عربية":
• إن نسبة التراجع التي تصل إلى 40 % منها 20 % آلت إلى روسيا نتيجة السيطرة على 3 ولايات منتجة للقمح، وبذلك يكون الانخفاض الحقيقي في إنتاج الأراضي الأوكرانية هو 20 %.
• هناك توازن في إنتاج المناشئ الـ7 الكبرى للحبوب الأساسية سنويا، والتي تتمثل في القمح والذرة والأرز.
• لو انخفض الانتاج مثلا في كندا بنسبة 3% قد يرتفع في الأرجنتين 3% أو 5 % ، ولو انخفض في أستراليا يرتفع في فرنسا؛ لذلك كمية الإنتاج العالمي للقمح تكاد تكون ثابتة على مدار الـ20 عاما الماضية.
• أوكرانيا تصدر 10 مليون طن من القمح بالمقارنة مع الفائض التصديري الروسي الذي يصل إلى 50 مليون طن.
• أوكرانيا تصدر بالاشتراك مع روسيا 17% من الذرة الصفراء، لكن أوكرانيا تتفوق على روسيا في إنتاج زيوت عباد الشمس ، وتصدر منه 50% من الاحتياج العالمي، مقابل 23 % لروسيا.
منظمة "فاو" كشفت في إحدى دراساتها الاستقصائية، أن هذه الحرب تسببت في اختلال حاد في الإنتاج الزراعي والصادرات الغذائية للبلاد، الأمر الذي عرّض الأمن الغذائي المحلي والعالمي للخطر.
خطة " فاو" لتأمين الغذاء
وضعت المنظمة الأممية خطة للاستجابة السريعة لدعم المزارع الأوكراني وعمليات للتخزين والتصدير لموسم 2023 تضمنت:
• تخصيص 115.4 ملايين دولار لمساعدة مليون شخص في المناطق الريفية الأوكرانية حتى نهاية 2022.
• تقديم المدخلات اللازمة للمحاصيل والمواشي، إلى جانب المساعدة النقدية لدعم المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة وأصحاب المواشي الأشدّ تضررًا؛ ليتمكّنوا من الوفاء بالمواعيد الموسمية.
• سعيًا للتصدي لأزمة تخزين الحبوب، وضعت المنظمة إستراتيجية دعم تخزين الحبوب التي لموسم 65 مليون دولار أميركي إضافي.
• يهدف هذا التوسيع لخطة الاستجابة السريعة إلى توفير أكثر من 4 ملايين طن- أو 25 بالمائة من الاحتياجات الإجمالية أفرادها من سعة تخزين الحبوب في أوكرانيا.
• دعم الهيئة الحكومية الأوكرانية المعنية بسلامة الأغذية وحماية المستهلك، من خلال تعزيز قدرة الحكومة على اختبار السلع الغذائية وإصدار الشهادات اللازمة للتصدير في المرافق الحدودية.
وسبق أن أبرمت الأمم المتحدة اتفاقا مع روسيا لتأمين تصدير الحبوب الأوكرانية من الموانئ المتأثرة بالحرب بين الجانبين، يوليو الماضي، وتم تمديده في نوفمبر لمدة 120يوما. ( سكاي نيوز عربية - 25/12/2022 )
و أخيرا كم ورد في فرانس برس: الرئيس التركي، يعلن نجاح المباحثات مع الجانبين الروسي والأوكراني لتمديد اتفاقية الحبوب .
السلام .. لا شيء يعدل السلام
مساعي وقف الحرب في أوكرانيا و هي واقعا ليست حصرا في حدودها ، بل طالت العالم في آثارها الجانبية ، فإن كان عند بعض الساسة الحرب بمثابة الدواء ، فعند الآخرين من محبي السلام ، فهي أدواء قد لا نجد لها الدواء الشافي من آثارها المدمرة ، يقول أحد العقلاء : لا أعدل بالسلام شيئا .
بعد بدء الحرب بشهرين ، كانت مبادرة أميركا و بريطانيا جاهزة ، في إبريل 2022 ، حل بوريس جونسون آنذاك في كييف على أساس أنه حمامة سلام ، و لكن المفاجاة كانت في الإبلاغ عن إلغاء المبادرة لعدم جدواها ، و كأن في استمرار الحرب جدوى .
و لكن بعد الذكرى الأولى لاندلاع الحرب تقدمت الصين بمقترح للسلام ، ووجه بكثير من التهكم و السخرية ، لأنها من حلفاء روسيا ، نعم ، و لكن ليس في إشعال الحروب مثل أميركا ، بل في تحفيز جذوة الاقتصاد ، و هو أساس الحرب الباردة بينها و بين أميركا منذ اعتلائها المرتبة الثانية على عرش الاقتصاد العالمي ، و هي تسعى الآن لإزاحة أميركا من القمة الاقتصادية و ليست السياسة بالطبع .
و نوجز المقترح الصيني في احترام سيادة كل الدول ، و التخلي عن عقلية الحرب الباردة ، و وقف الأعمال العدائية ، و استئناف محادثات السلام ، و إيجاد حل للأزمة الإنسانية . ( سكاي نيوز عربية- 24/2/2023 )
هذا و قد رحب الرئيس الأوكراني بهذه المبادرة قائلا : إن انخراط الصين في جهود احلال السلام خطوة أولى مهمة . ( أسوشيتد برس )
و عادت إيطاليا إلى الواجهة ، لتقديم مبادرة السلام للمرة الثانية ، بعد مبادرتها الأولى في مايو 2022 و لم تلق قبولا آنذاك ، أما في هذه المبادرة فقد اشترطت إيطاليا وقف التدمير الروسي للمدن الأوكرانية .
لافروف يكشف عن استعداد موسكو للتفاوض وقبول الوساطة "بعيداً من الضغوط الغربية" ومدفيديف يحذر .( 26/2/2023 / اندبندت عربية )
و على المستوى الشعبي ، فإن
السياسية اليسارية سارا فاغنكنيخت والناشطة في مجال حقوق المرأة أليس شفارتسر قدمتا التماسا لإجراء مفاوضات سلام فورية ووقف تسليم الأسلحة. الالتماس يحذر من حرب عالمية جديدة وكتب فيه: "يمكن لأوكرانيا بالفعل أن تكسب بعض المعارك - بدعم من الغرب. لكنها لا تستطيع النصر في حرب ضد أكبر قوة نووية في العالم". وقع على العريضة العديد من الفنانين، وأيضا عدد من رجال الدين والسياسة. ( 26/2/2023 D W )
أميركا واقعا هي التي تقود الحرب الفعلية و من ورائها قرابة خمسين دولة ، لا تستطيع حتى الساعة أن تقول لأميركا " كفى " و إن كانت راغبة .
لأن اليد العليا لأميركا منذ الحرب العالمية الثانية تطول كل تلك الدول و أكثر ، لا توجد دولة في أغلب العالم ، إلا و لأميركا قاعدة عسكرية فيها .
غير ذلك ، فإن أميركا تقود في أوكرانيا " حرب السلام " ، أي بمعنى ممارسة المزيد من " العسكرة " للجلوس حول " الطاولة " حتى لا تنقلب عليها .
و الذين ينادون ب " حب السلام " فالمعضلة الوحيدة هي في عودة حرف الراء إلى الواجهة !